اعترافات قاتل الاقتصاد و العالم الثالث

كان الخبير الاقتصادي جون بيركنز أحد المؤظفين في الشركية الغربية "تشاس تي ـ مين(( CHAS T-MAIN في بوسطن الذي هو منتخب على التوصية من وكالة الأمن القومي التي هي مثل سي.آئي.اے. انّ بيركنز ألقي عليه المسئولية بأن يقنع قادة السياسة والاقتصاد للبلدان النامية من العالم الثالث باقتراض قروض ضخمة من المنظمات النقدية الدولية من أجل التنمية بخداع أو تقديم رشوة. وعندما تكون هذه البلدان غير مؤهلّة على عودة القروض تضطر للضغوط في مختلف القضايا الدولية. وفقاً لبيركنز‘ القروض على القروض تشل اقتصادات هذه البلدان وبالتالي زيادة الفقر. اكتشف مزيداً أنه كان يعمل ك "قاتل الاقتصاد" لوقت طويل‘ وحصّل على ملايين دولارات ولكن مع مرور الأيام بدأ ضميره يلومه فاستقال من الشركة المتعددة الجنسيات. بعد 11/9‘ عندما وصل إلى القرب من مركز التجارة العالمي المدمر وبعد رؤية هذه الكارثة الرهيبة قرّر أن يكتب كتاباً لإنقاذ العالم. اسم هذا الكتاب المقبل هو "اعترافات القاتل الاقتصادي"(Confessions of Economic Hitman)ما ذكره أيضاً أسامة بن لادن في شريط فيديو له. وقد ترجم هذا الكتاب في 24 لغة وقد تمّ بيع عدة ملايين نسخ من "أفضل المبيعات" حتى الآن.

إنّ قاتلي الاقتصاد المهنييون حصلوا على الماجستير و الدكتوراه في علم الاقتصاد والمالية من الجامعات الشهيرة في العالم الذين يُستأجرون كمستشارين في مجموعات غير عادية من المؤسسات المالية الدولية والشركات المتعددة الجنسيات والوكالة الأمريكية للتنمية (USAID) وشركات النفط والغاز. هذه الشركات والمؤسسات تعدّ عقولهم وفقاً لأغراضها بإعطائهم تدريباً خاصاً. ويُجرى تدريبهم في سرية تامة وبعده يختفي هؤلاء المدربون إلى الأبد. وظيفة هؤلاء القاتلين الملبوسون في بذلات لطيفة والناطقون باللغة الإنجليزية النفيسة يربطون بلدان العالم الثالث في شكل قروض باسم المعونة. نتيجة ذالك أنهم يضطرّون إلى بيع أصولهم الوطنية كافة للشركات الغربية شيئاً فشيئاً. لاتكون أيُّ علاقة لهؤلاء قاتليي الاقتصاد مع حكوماتهم ظاهراً لأنهم يوظفون في كشوف مرتبات ضخمة من الشركات المتعددة الجنسيات بعناية كبيرة. يسميّ بيركنز نفسه "هت مين" (HITMAN)‘معناه "قاتل الاقتصاد".إنّ جزءً كبيراً من هذه القروض التي اقترضت تذهب أخيراً في جيوب الحكام لبلدان العالم الثالث والشركات الدولية وشركات التشاور. لهذا الغرض‘ تستخدم هذه الشركات دراسات استقصائية إقتصادية كاذبة والتقارير المالية غير واقعة والتزوير في الانتخابات والرشوة و التهديدات كالأسلحة. وفي حالة الفشل‘ أنّهم لا يجتنبون لقتل شخص لإزالة عقبات طريقهم.

وفقاً لبيركنز‘ كان أول قاتل الاقتصاد كيرميت روزفلت الذي كان حفيد روزفلت الرئيس الأمريكي السابق. في عام 1953ء‘ أنه أطاح بحكومة مصدق في إيران في حين أنه فاز في انتخابات صورة قانونية وانتخب رئيساً.وكانت جريمة مصدق أنه أَمَّمَ شركة البترول البريطانية (British Petroleum Company)التي كانت مسئولة عن سيطرة النفط في جميع أنحاء إران. أيم.آئي.سكس(MI.6) من بريطانيا و سي.آئي.اےمن أمريكا قد سلّمت السلطة إلى فضل الله زاهدي بدلاً من مصدق فيه كان دورٌ مهمٌّ للقاتل المرتزق.

بعد استخدام النفط كسلاح في الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1973ء‘ خططت أمريكا لتعزيز قبضتها على المملكة العربية السعودية. في هذه المسألة حذّر وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كنسجر المملكة العربية السعودية إذا أنها لا تريد أن تواجه نفس المصير كما واجه الحاكم الإيرانيّ السابق الدكتور مصدق فينبغي أن تدعّم الولايات المتحدة. وهكذا ظهرت لجنة الاقتصاد المشتركة إلى حيّز الوجود بين أمريكا والمملكة العربية السعودية وبعدها بدأت الشركات الأمريكية إعادة الإعمار للمملكة العربية السعودية بثروتها. هنري كنسجر هذا هو الرجل الذي هدد رئيس وزراء باكستان السابق ذوالفقار علي بهتو بالعودة إلى العصر الحجريّ على بدء البرنامج الذريّ. إذا كان أيّ بلد يرفض الانصياع لقاتلي الاقتصاد فعن طريق جيكال (وكيل سي.آئي.اے) ستُنهى قيادة ذلك البلد. و إذا كان فشل هنا أيضاً ثمّ تشنّ الحرب على هذا البلد باسم السلام والأمن في المنطقة كما حدث في العراق. رئيس بَنَما الثوريّ اللواء عمر توريجوس كان الرجل مثل هذا الذي تحدّى الشركات الأمريكية عن قناة بَنَما. أراد اللواء الموصوف أنّ شعب بنما لايزالون مزدهرين. قد فشل قاتلوا الاقتصاد هنا. فأتى وكيل سي.آئي.اےالقاتل جيكال وهكذا قُتل اللواء عمر توريجوس في حادث تحطمّ الطائرة السريّ. وكان رئيس الإكوادور الشعبيّ جيمي رولدوس رجلاً ملتزماً الذي حاول تكسير الاحتكار لشركة النفط الأمريكية تيكساكو. وقال رولدوس إن الحق الأول على دخل النفط لشعب بلده. في 24 أبريل 1981ء‘ قتل هذا الزعيم الشعبيّ في حادث خطير والرئيس الجديد اوسويلد هرتادو الذي حلّ محلّه‘ منح العقد الضخم للبحث عن النفظ إلى شركة تيكساكو على الفور بأخذ درس من سابقه.

وفقاً لجون بيركنز‘ قيل له أثناء تدريب أنه إذا كان يذهب خارج الشبكة أنه سيقتل ولكن كان حظّه جيداً أن الأيام القليلة بعد نشركتاب له‘ أنه بِيع بعدد ملايين وبسبب خوف العار أنه لم يقتل. وأبلغ أيضاً أن لاشك في هذا الأمر أن البنك الدوليّ أداة فعالة لهؤلاء قاتلي الاقتصاد. من وظائف قاتلي القتصاد أن البحث عن تلك البلدان التي هي غنية بالموارد الطبيعية وبخاصة في مجال الغاز و النفط و إدارة لها قروض ضخمة من البنك الدولي والمؤسسات المالية الأخرى. قد يتمّ استخدام الجزء الغالب من هذه القروض في دفع رسوم الخدمات الاستشارية لشركات الاستثمار الغربية و يتمّ إعطاء العقود لمشاريع التنمية مثل محطة الطاقة و البنية التحتية والحديقة الصناعية إلى البلدان الغربية أيضاً. وهكذا هذه البلدان النامية لاتزال تنضغط تحت عبء هذه القروض و ليست لديها قدرة على سداد هذه القروض وفي نهاية المطاف أنها مجبرة على تلبية هذه الشروط. وفقاً لبيركنز‘ في هذه الحالة يعود هولاء قاتلوا الاقتصاد إلى هذه البلدان المثقلة بالديون ويقنعونها لإعادة هيكلة القروض لإنقاذ حكام هذه البلدان من الإفلاس. لتسديد القروض‘ أنّه من الضروريّ إعادة جدولة القروض من صندوق النقد الدولى‘ وفي هذه الطريقة فإنه يحصل على فرصة لارتهان على السياسات الاقتصاد لهذه البلدان. في هذه الحالة تسيطر الشركات المتعددة الجنسيات على الموارد الطبيعية كالبترول والغاز والمعادن وغيرها من هذه البلدان بهؤلاء القاتلين. على مستوي البلاد‘ تضطر هذه البلدان إلى الدخول في الاتفاقيات لإنشاء القواعد العسكرية و حركة المرور لمعدات الدفاع. اليوم كل هذا يحدث في البلدان العربية والآسيوية. لدينا الحكام و الساسة أيضاً أصحاب المليارات من الدولارات بينما الشعب يتطحنون في طاحونة الفقروغلاء المعيشة. قد أعددنا سياساتنا الاقتصادية وفقاً لشروط صندوق النقد الدولى أيضاً. قد طرد قادة بلداننا من حاولوا لجعل بلدانهم الطاقة الذرية واستخدام النفط كالسلاح ولاتحاد شعوبهم. و بالنظر الى هذه الحقائق‘ لدينا سؤالٌ للقراء "إلى متى بلداننا تكون أداةً تجاه هؤلاء قاتلي الاقتصاد"؟؟؟
Altaf Moti
About the Author: Altaf Moti Read More Articles by Altaf Moti: 9 Articles with 5030 viewsCurrently, no details found about the author. If you are the author of this Article, Please update or create your Profile here.