ألطاف موتي
كراتشي‘باكستان
"النظام القضائي في الولايات المتحدة الأمريكية مهزلة"هذه الكلمة لا تنتمي
إلى الدكتورة عافية صديقي ولا إلى المسلمين الذين هم في قيد الإقامة
الجبرية خارج القوانين في زنزانات التعذيب في غوانتانامو ولكن إلى الأقلية
السوداء المضطهدة في الولايات المتحدة الذين يقعون فريسةً لإضطهادالشرطة
البيضاء العنصرية. ومؤخراً في قرية سانفورد (SANFORD)في ولاية فلوريدا (FLORIDA)شرطي
أبيض يُدْعى جورج زيمرمان
(ZIMMERMANGEORGE) (ويبدو يهودياً باسمه)راى أثناء التنقل شاباً أسود
عمره17سنة يُدعى تريبون مارتن (TRAYVON MARTIN)مع سلسلة في يديه. فهجم عليه
فجأة وظنه مديناً بينما فرّ الشاب منقذاً نفسه ولكن أطلق عليه الشرطي النار
وقتله واتهًم الشاب المقتول المسكين بدفعه واسقاطه لإنقاذ نفسه من الاتهام
بقتله.ومن ثمّ تمُ تسجيل القضية ضدّ الشرطيّ و عقدت جلسة الاستماع أمام
6أعضاء من هيئة المحلفين من السيدات البيضاء التي أخرجته عن المتهم بعد
ثلاثة أسابيع بأنه استخدم حقه القانوني لإنقاذ نفسه.
كان من الواضح أنه ليس فقط احتجّ المجتمع الأسود ضدّ هذا القرار بل منظمات
حقوق الإنسان أيضاّ في جميع أنحاء الولايات المتحدة و قالت أنه مسألة
العنصرية ضدّ قاتل الشاب الأسود.في ذلك الاثناء‘طالبت الرابطة الوطنية
لامريكا(‘ المسماة "بالرابطة الوطنية لترقية الملونين
(NATIONAL ASSOCATION FOR ADVANCEMENT OF COLOURED PEOPLE)) العدالة
لأمريكية أن تحتوي على إصدار لائحة الاتهام لجورج زيمرمان لانتهاك و تعدي
الحقوق المدنية. ولا ننسی بأن مارتن لوثركينغ قد أرفق أعلاه منظمة.المافيا
الأمريكية البيضاء التي في الواقع احتلت هذا البلد منذ القرن الخامس عشر
مطلوبة في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية للشعب الهنود الحمر الحقيقي جنباً
إلى جنب للسكان السود . عندما فقد كولومبس طريقه ووصل إلى أمريكا وكان يعيش
في هذه القارة شعب مسالم أكثر من 1بليون ففي أربعة قرون بدأ القراضة
والمستغلون من أوروباللسكن هنا. وما اكتفوا على هذا بل بدأوا بإحتلال أراضي
السكان المحليين بقتلهم عموماً،وأحرقوا منازلهم وبدأوا استعمارهم
هناك.اليوم في الإشراف على هؤلاء "الأمريكيین البيض"استعمر "اليهود
الأوربيّين"أراضي الفلسطينين بطردهم من هناك.ومن ثم في الولايات المتحدة
إنحفض سكانها الحقيقيون(يسمونهم البيض الهنود الحمر إحتقاراً)يصل إلى
950000.لم يُوجد أسوء نظير في التاريخ للإبادة الجماعية مثل هذا.
اليوم أيضاً في أوكلاهوما و تكساس والولايات الأخرى‘ لايتمتع السكان
الحقيقيون لأمريكا المساواة في الحقوق بالمقارنة بالبيض و يتقيد هؤلاء
المساكين بمستعمراتهم مثل المنبوذين و بطبيعة الحال‘لم يستطع أن يهضم
أمريكيون"السكان من أصل أفريقيا"كما أزالوا السكان الحقيقيون لأمريكا
تقريباً.
قد تقاوم الرابطة الوطنية للنهوض بالشعوب الملونۃNATIONALASSOCIATION FOR )
ADVANCEMENT OF COLOURED PEOPLE)كثيرة ضدّ العنصرية.ولكن إذا كان يتسمّم سمّ
العنصرية في المجتمع فهو داء معضل حتى تقوم أية حركة ثورية بهدم هذا النظام
الظالم كما قضى شعب أفريقيا على حكومات الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا
وروديسيا الجنوبية و نمبييا.ولكن هناك أغلبية البيض في الولايات المتحدة
ومع ذلك يساوي الشعوب اليابانية والصينية والآسيوية والإسبانية وماكسيكان
الأصل نصف مجموع سكان كاليفورنيا الآن.وبسبب ا لزيادة في معدل المواليد ما
يتناسب مع البيض سيكونون في الأغلبية.في ذلك الوقت عندما يطلب شعب غير
البيض نصيبهم في السلطة وفقاًلنسبة سكانهم فلن يقبله المافيا البيض على
الإطلاق.ويبدأ الصراع العنصري في الولايات المتحدة.وقدنشر البيض تحيز تفوق
العنصرية في الولايات المتحدة بأنهم يريدون أن يصدّوا الفقراء البيض عن
المشاركة في حملة "احتلال وول ستريت".
قد تطلق الشرطة الرصاص في أمريكا على الشباب السود على الشكوك المزورة فقط
خلال دورية الشرطة غالباً بينما النظام القضائي لأمريكا تحت سيطرة البيض،
وهذا هو السبب أنه يفرج عن ضباط الشرطة القتلة للسود بمنحهم فائدة الشك.هذا
هوا الحدّ الأقصى أن الشرطة قد اعتقلت استاذ شعبة التاريخ في جامعة
الهارفارد عندما رجع من رحلته الخارجية وكان يفتح قفل منزله في شك السرقة
وعندما كان انطلاق ذلك المسكين على تدخل الرئيس أوباما فعاتب ضابط الشرطة
المحلية على سوء تدخل الرئيس‘ بعد ذلك اعتذر أوباما إليه.وإن كان جورج بش
مكان أوباما ليعتذرنّ الشرطي الأبيض إليه إذأنّ رئيس أمريكا الملون لاقيمة
له في كلماته فكيف يمكن لمواطن أسود تأمينه في هذا النظام العنصري على
الأساس .
قتل مارتن (TRAYVON MARTIN)على يدي الشرطي الأبيض لم تكن حالة فردية في
حدّذاته ولكنه عادة للحياة اليومية في الولايات المتحدة .وكان نفس المصير
لعدد لا يحصى من الشباب الأفريقيين ما وجدوا العدل من القانون الأبيض والح
كمةالبيضاء و الديمقراطيةالبيضاء .هل هذه هي الديمقراطية أو هي سيادة
القانون أو حرية الفرد مما تعلن الطبقة الحاكمة الأمريكية،فضلا عن وسائل
الإعلام المدفوع لها مراراً و تكراراً.إنّ ثروة من تسعين في المئة لأمريكا
تحت أيدي عشرة في مئة وعندما يطالب تسعون في المئة أغلبيتهم الفقراءالبيض
لإنهاءهذا الاحتكار‘فالأقليةالحاكمة البيضاء قد تدفعهم إلى الحروب الصليبية
بنشر التعصب العنصري والدينيّ .بل هذه الحقيقة أيضاً أن هؤلاء بيض أمريكا
قد ينهبون الموارد الطبيعية في أفغانستان والعراق وباكستان بكلتي يديهم
ولكن في الوقت نفسه أنهم لم يمنحوا أهاليهم الفقراء أيضاً.ألم تفقد هذه
الشركات الربوية منازل الفقراء على عدم سدود القروض التي أعطت لهم لبناء
منازل ونتيجة لذلك جعلتهم بلامأوى.والظلم على ظلم أنها قد حجزت على الأقساط
المدفوعة وباعت هذه المنازل المحجوزة للمصارف.
إنّ هذا النظام القاسي لن تعفو عن الفقراء البيض فكيف يمكن أن يتوقع السود
والمسلمون للعدل منها؟حتى أن أمريكا جعلت مواطنيها معتقلين بالتجسّس على
الرسائل والمكالمات الهاتفية والرسائل الإليكترونية. هذا النظام التجسّسي
أكثر قسوة من سوء سمعة الجستابو(GESTAPO) للنازيةفي ألمانيا.بعد الكشف من
وكى ليكس وسنودن‘ لاشك فيه الآن أن أمريكا هو أسوء دولة للشرطة على ما
بيّضت مزيفة بالقصدير. |