بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على سيد
الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن والاه أجمعين، إلى يوم الدين. وبعد
.
فإن هذا لمن المعروف أن الإسلا م دين علم ومعرفة ، ولذلك ترى أن القرآن
الكريم قد ابتدأ بكلمة (اقرأ) وهويحرض المسلمين حيناً فحيناً بين ثناياه
على التعلّم والتفقه والتثقف والتهذب والتمدن والتخلق بأخلاق حسنة ، ومن
المعلوم أن الأشياء تُعرف بأضدادها ، فإذا كان العهد الذي كان قبل الإسلام
ومتصلآ به سميّ بالجاهلية فيكون العهد الذي يكون مابعد مجيئ الإسلام عهد
العلم والمعرفة ، ولذلك قام النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم الصحابة وأهل
بيته رضي الله عنهم أجمعين، وهو يقول : إنما بعثت معلماً ، وقال : خيركم من
تعلم القرآ ن وعلّمه ، والصحابة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم قاموا بهذه
الفريضة العظمى حق القيام ، فعلّموا من بعدهم التابعين وأتباع التابعين
علوماً عديدةً ، وقد أوجد المسلمون في عهودهم الذهبية علوماً وفنوناً لا
مثيل لها في التاريخ الإنساني المديد، والسلسلة لاتزال جارية وسارية إلى
يومنا هذا ،
ونحن كمسلمين يجب علينا أن نقدّر ونحترم بلاد العرب لأجل كعبة الله ولسان
العرب لأجل كلام الله والشعوب العربية لأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقد تعلم المسلمون الأعاجم اللغة العربية وعلّموها ونشروها بين الأوساط
الإسلامية والإنسانية في شتى بقاع الأرض ، وقاموا بتدوين علومها وفنونها ،
فأحسنوا وأجادوا، والأدب العربي عظم فقري في العلوم الإسلامية ، والنحو عظم
فقري في علوم اللغة العربية ، وفي شبه القارة الهندية يسود الدرس النظامي
الذي يعدّ النحو فيه كأساس ، ومن المعروف عند أهل العلم أن الكافية من
مهمات كتب النحو متناً وشرحاًوتعليقاً، ولذلك الطلبة والأساتذة يتد ولونها
ليل نهار .
ولهذا الكتاب المهم شروح وحواش مفيدة، لكنه كان يحتاج إلى تسهيل وتقريب إلى
أذهان طالبيه ، فقام الشيخ مقصود الهاشمي بهذا العمل الهام ولقد أجاد فيما
جاء به من زيادات وتشريحات وتسهيلات وتمرينات ، وهو رجل محنَّك في هذا
المجال ، لأنه قد قام بمثل هذه الأعمال في سابق الزمان وقد تلقت تلك الجهود
حسن القبول لدى أولي العلم وذوي الألباب، وإنني قد قمت بتصحيح يسير في هذا
الكتاب وقرأته، فوجدته أنفع شيئ للطلبة والمعلمين ، وأسأل الله العلي
القدير العزيز أن يتقبله وأن ينفع به طلبة العلم شرقاً وغرباً ،وشمالاً
وجَنوباً .
وماذلك على الله بعزيز . |